في إحدى القرى البسيطة، كانت هناك أسرة فقيرة تتألف من ثماني فتيات، وصبي وحيد، وأب مسن، وأم عجوز. عاشوا جميعاً حياة شاقة في منزل صغير عبارة عن غرفة واحدة، لا يحتوي على أثاث كافٍ، حتى أن دورة المياه كانت مجرد كوخ مصنوع من أغصان الأشجار المغطاة بالكرتون. كان أفراد الأسرة ينامون على الأرض، دون فراشٍ يسند أجسادهم.
كان الأب العجوز يعمل حمالاً في سوق الخضار ليعيل عائلته الكبيرة. ومع تقدمه في السن، لم يعد قادراً على حمل البضائع الثقيلة كما كان، فبدأ التجار يرفضون توظيفه خوفاً من وقوع البضائع. مع مرور الأيام، كان الأب يقف متوسلاً ليحصل على أي عمل، لكن دون جدوى. عند نهاية اليوم، كان يجمع ما يستطيع من الخضروات المرمية على الأرض ليأخذها إلى عائلته، حيث يقومون بتنظيفها وطهيها لتناولها كوجبة وحيدة.
في أحد الأيام، مرض الأب بشدة ولم يتمكن من الوقوف، فلم تجد العائلة ما تأكله واضطرت للنوم جائعة. هنا، قرر الصبي أن يبحث عن عملٍ في السوق ليحصل على طعامٍ لعائلته ودواءٍ لوالده المريض. طاف بين التجار، لكنهم رفضوا توظيفه جميعاً. جلس أخيراً على حجر في السوق، مكتئباً ومرهقاً، منتظراً أن يخلو السوق ليجمع الخضروات كعادته.
بينما كان الصبي شارد الذهن، توقفت أمامه سيارة فارهة، ونزل منها رجل ترك باب السيارة مفتوحاً ودخل إلى السوق. لمعت عينا الصبي عندما لاحظ كيساً فيه بعض النقود داخل السيارة، فتسلل بحذر وسحب ورقتين من المال فقط، ثم هم بالخروج سريعاً.
لكن الرجل لاحظ أمر الصبي وتبعه بهدوء حتى أمسكه في النهاية. أمسكه بقوة، ونظر إليه بحدة، وطلب منه إعادة كل ما أخذه. كان الصبي يرتجف من الخوف وأعاد الورقتين اللتين أخذهما. حين سأله الرجل عن السبب، أجابه وهو يبكي قائلاً إنه أراد شراء دواءٍ لوالده وطعامٍ لأسرته، فلم يأخذ سوى القليل فقط.
تعليقات
إرسال تعليق